تصدير النفط العراقي عبر خطي أنابيب النفط مع سوريا ولبنان أي جدوى؟

تدرس بغداد جدوى تصدير النفط العراقي الخام عبر خطَّي أنابيب مع كل من سوريا ولبنان، ضمن إطار خططه لزيادة منافذ التصدير في ظل المساعي الرامية لرفع طاقته الإنتاجية إلى 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029.

لقاءات رفيعة المستوى

وفي هذا الإطار استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط المهندس حيان عبدالغني، يوم الثلاثاء 12 آب 2025 وزير الطاقة السوري محمد البشير، لبحث التعاون بين البلدين في مجال النفط والغاز والطاقة.

وأكد حيان أن العراق يسعى لزيادة الطاقات التصديرية من المنافذ الجنوبية، واستئناف التصدير من الأنبوب التركي عبر ميناء جيهان، فضلاً عن دراسة مقترحات التصدير عبر خط بانياس السوري، وخط طرابلس اللبناني.

وشدد عبدالغني على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بلاده مع سوريا، وأهمية استمرارها بما يخدم المصالح الوطنية للبلدين، مشيراً إلى خطط تعدُّد منافذ تصدير النفط الخام في ظل الزيادة بالطاقات الإنتاجية، وإعطاء مرونة في عمليات التصدير.

تصدير النفط العراقي بين العراق وسوريا

وأكد حيان عبدالغني على أهمية خط تصدير النفط بين العراق وسوريا الذي كان عاملًا في العقود السابقة، وضرورة تجديده أو تأهيله في الوقت الراهن.

ويشكّل إحياء خط أنابيب النفط بين كركوك شمال العراق ومدينة بانياس الساحلية السورية أحد أهم الموضوعات الموضوعة على جدول مباحثات الوفد السوري برئاسة وزير الطاقة الذي يزور العراق حالياً.

ومن المتوقع أن يُقلل خط الأنابيب الممتد إلى بانياس من اعتماد العراق على موانيه الجنوبية المطلة على الخليج بالقرب من مضيق هرمز، بعد أن سلّط الصراع الإيراني الإسرائيلي الأخير الضوء مجدداً على أهمية الممر المائي للتجارة الدولية، بما في ذلك صادرات العراق النفطية.

وتسعى سوريا إلى إنعاش اقتصادها وإعادة بناء قطاع الطاقة المنهك بعد 14 عاماً من الحرب، إذ يمكن لإيرادات صادرات النفط أن تُسهم بشكل كبير في جهود إعادة الإعمار.

وقال حيان، إن بلاده تعتزم تطوير مشروع خط أنبوب بصرة – حديثة بطاقة 2.250 مليون برميل، الذي سيؤمّن كميات التصدير عبر المنافذ من تركيا وسوريا ولبنان، فضلاً عن تأمين النفط الخام للمصافي العراقية التي تحتاج إلى كميات إضافية من النفط الخام في ظل زيادة الطاقات الإنتاجية لها.

وأشار إلى تحقيق بلاده الاكتفاء الذاتي من إنتاج مادتَي زيت الغاز (الديزل الأحمر)، والنفط الأبيض (الكيروسين)، وفي نهاية العام الحالي سيكون الاكتفاء الذاتي من إنتاج البنزين وإيقاف استيراده.

خط أنابيب كركوك-بانياس

وبحثَ الجانبان واقع خط أنابيب كركوك-بانياس وإمكان الاستفادة منه في تصدير كميات من النفط الخام، والتوصل إلى تشكيل لجنة بين الطرفين لدراسة حالة الأنبوب ومدى إمكان استئناف التصدير من خلاله.

واقترح الاجتماع إشراك استشاري دولي في الموضوع لتحديد صلاحية الأنبوب للعمل ومنظومات الضخ خلاله، وجدوى التأهيل.

ويحتاج خط الأنابيب بين كركوك وبانياس -الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يومياً، والمغلق منذ عام 2003 إلى إعادة تأهيل بعد تعرُّضه لأضرار جسيمة خلال غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة.

وسيمنح هذا المسار بغداد سبيلاً آخر لتصدير النفط الخام المُنتَج في كركوك إلى أسواق البحر الأبيض المتوسط، إذ كان نحو 450 ألف برميل يومياً من خام كركوك يخدم عادةً تلك السوق، لكن قراراً تحكيمياً صدر عام 2023 أدى إلى إغلاق خط الأنابيب العراقي التركي.

تصدير النفط العراقي وتخريب أنابيب التصدير

وعبّر الوزير السوري عن شكره لإجراء هذه المباحثات، مستعرضاً الوضع الحالي للصناعة النفطية في سوريا وأهمية التعاون الإقليمي مع سوريا لاستعادة عافيتها، لاسيما في مجال الطاقة والنفط والغاز.

وأكد أهمية التعاون في مجال الخط السوري العراقي للتوصل إلى صيغة لموضوع الأنبوب الذي تعرّض لعمليات تخريب، فضلًا عن تقادم الأنبوب والحاجة الماسّة إلى التأهيل أو التجديد.

ويعود تاريخ خط الأنابيب بين كركوك وبانياس إلى خمسينيات القرن الماضي، وكان ينقل النفط الخام إلى مدينة الميناء السورية، لكن بغداد أغلقته في عامي 1982 و2000 في أثناء الخلافات السياسية.

وتعود محادثات إحياء خط الأنابيب بين كركوك وبانياس، الذي يبلغ طوله 850 كيلومتراً، إلى عام 2009، أي قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية.

وبدأت جهودٌ أحدث في كانون الأول 2024، بعد مدة وجيزة من الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، كما ركّزت المحادثات الثنائية في شباط ونيسان على إحياء خط الأنابيب، ولم تُعلَن أيّ تفاصيل رسمية عن المناقشات، بما في ذلك الجداول الزمنية أو التكاليف المقدّرة.

موضوعات ذات صلة